مع اقتراب فترة الانتقالات الصيفية من ذروتها، يتزايد الحديث عن عودة النجم المغربي أشرف بن شرقي إلى صفوف نادي الزمالك، النادي الذي شهد تألقه واحتضن موهبته في السنوات الماضية. بعد أن قضى بن شرقي فترة ناجحة في صفوف الزمالك، انتقل للعب في الخارج، حيث خاض تجارب احترافية جديدة، لكنه لم يستطع تكرار نفس النجاح الذي حققه في القلعة البيضاء.
بن شرقي والذكريات الزملكاوية:
عند الحديث عن أشرف بن شرقي، يتبادر إلى الأذهان فورًا تلك اللحظات الرائعة التي عاشها مع جماهير الزمالك. كان بن شرقي جزءًا لا يتجزأ من الفريق الذي حقق إنجازات مهمة، حيث ساهم بشكل كبير في تتويج الزمالك بعدة بطولات محلية وقارية. مهاراته الفردية، سرعته الفائقة، ودقته في إنهاء الهجمات جعلته نجمًا محبوبًا لدى جماهير القلعة البيضاء.
خلال فترة تواجده مع الزمالك، نجح بن شرقي في تسجيل العديد من الأهداف الحاسمة، التي ساعدت الفريق في تحقيق الانتصارات في المباريات الكبرى. علاقته الطيبة بزملائه في الفريق وروحه القتالية جعلته رمزًا للإصرار والتحدي داخل الملعب، وهو ما جعل رحيله عن النادي يترك فراغًا كبيرًا لم يتمكن أي لاعب من ملئه حتى الآن.
الزمالك: البحث عن النجم المفقود:
منذ رحيل بن شرقي، كان نادي الزمالك يبحث عن لاعب يمتلك نفس الإمكانيات التي كان يتمتع بها المغربي، ليكون القوة الضاربة في خط الهجوم. ورغم أن الفريق ضم عدة لاعبين مميزين في هذه الفترة، إلا أن أحدًا لم يتمكن من تحقيق نفس التأثير الذي أحدثه بن شرقي في الفريق. وهذا ما دفع إدارة الزمالك إلى التفكير جديًا في استعادته، خاصة في ظل حاجة الفريق إلى لاعب يمكنه قيادة الهجوم في الموسم المقبل.
إدارة الزمالك تدرك تمامًا أن عودة بن شرقي قد تشكل نقطة تحول في مسار الفريق، خاصة في ظل المنافسات الشرسة على البطولات المحلية والإفريقية. وهذا ما يجعل الإدارة مصممة على دراسة كل السبل الممكنة لإعادة بن شرقي إلى بيته القديم.
رؤية جوميز تحسم الصفقة:
البرتغالي خوسيه جوميز، المدير الفني الجديد لنادي الزمالك، هو الذي يمتلك القرار النهائي بشأن هذه الصفقة. فقد أكدت مصادر قريبة من إدارة النادي أن جوميز يدرس بعناية الخيارات المتاحة لتعزيز الفريق، ويعتبر أن عودة بن شرقي قد تكون إضافة قوية للفريق.
في تصريحاته الأخيرة، أوضح أحمد سالم، المتحدث الرسمي باسم مجلس إدارة الزمالك، أن النادي يأمل في ضم بن شرقي خلال فترة الانتقالات الصيفية، لكنه أشار إلى أن القرار النهائي يعتمد على تقييم جوميز للاحتياجات الفنية للفريق. “نأمل بكل تأكيد في الحصول على خدمات المغربي أشرف بن شرقي في انتقالات الصيف، حيث يملك إمكانيات فنية رائعة”، قال سالم.
جوميز، الذي يعرف عن كثب مستوى المنافسة في الدوري المصري وأهمية وجود لاعبين من العيار الثقيل لتحقيق النجاحات، قد يرى في بن شرقي اللاعب المثالي الذي يحتاجه الفريق لتحقيق التوازن بين الخطوط، خاصة وأنه يتمتع بخبرة واسعة في الدوري المصري ويفهم طبيعة اللعب في الزمالك.
العقبات المحتملة:
رغم التفاؤل الكبير بشأن عودة بن شرقي، هناك عدة عقبات قد تعترض طريق هذه الصفقة. أولًا، قد تكون المطالب المالية المرتفعة للنادي الذي يملك عقد بن شرقي حاليًا عائقًا أمام إتمام الصفقة. إدارة الزمالك بحاجة إلى توفير الموارد المالية اللازمة لإقناع اللاعب بالعودة إلى مصر.
ثانيًا، رغبة بن شرقي نفسه في العودة إلى الزمالك قد تكون مترددة، خاصة إذا كان لديه عروض أخرى من أندية أوروبية أو خليجية. رغبة اللاعب في تجربة تحديات جديدة قد تجعله يفكر مرتين قبل العودة إلى الدوري المصري.
ثالثًا، يتعين على الزمالك أن يضمن توافق بن شرقي مع خطط جوميز التكتيكية. فالمدرب البرتغالي قد يفضل لاعبًا آخر في نفس المركز أو يعتمد على تكتيك مختلف يتطلب نوعية لاعبين مختلفة.
الجماهير والزمالك: انتظار الصفقة الحلم:
جماهير الزمالك، التي دائمًا ما كانت الداعم الأول للفريق، تنتظر بفارغ الصبر الإعلان عن عودة بن شرقي. لا يمكن إنكار أن عودة النجم المغربي ستكون بمثابة دفعة معنوية كبيرة للفريق وللجماهير التي تحلم بتحقيق البطولات من جديد.
عودة بن شرقي قد تعيد الأمل لجماهير الزمالك في إمكانية المنافسة بقوة على كافة الألقاب. فهي تعتبر أن اللاعب يمتلك كل المقومات التي يمكن أن تجعل الفريق أكثر قوة وتماسكًا في الخطوط الأمامية.
الصفقات الأخرى واستراتيجية الزمالك:
في حال إتمام صفقة بن شرقي، يجب على إدارة الزمالك العمل على دعم الفريق بمزيد من الصفقات النوعية. فالدوري المصري يشهد منافسة قوية، وهناك العديد من الفرق التي تطمح في تحقيق الألقاب. لذا، يجب على الزمالك أن يبني فريقًا متكاملًا يمكنه الصمود أمام التحديات المقبلة.
صفقة بن شرقي قد تكون البداية فقط، ولكنها ليست النهاية. الفريق يحتاج إلى تعزيزات في مراكز أخرى مثل خط الدفاع وخط الوسط، لضمان توفير التوازن المطلوب بين الدفاع والهجوم.
ختامًا:
عودة أشرف بن شرقي إلى الزمالك قد تكون الخطوة التي تعيد للفريق بريقه المفقود. إدارة الزمالك بقيادة أحمد سالم والبرتغالي جوميز تدرك جيدًا أهمية هذه الصفقة، وضرورة حسمها بأسرع وقت ممكن لضمان استعداد الفريق للموسم المقبل.
في النهاية، كل الأنظار تتجه نحو القرار النهائي الذي سيتخذه خوسيه جوميز. هل سيوافق على عودة بن شرقي ويمنح الجماهير الحلم الذي تنتظره؟ أم أن الظروف المالية والتكتيكية ستمنع إتمام الصفقة؟ الأيام القليلة القادمة ستكشف لنا الإجابة على هذه التساؤلات.
