عودة الفلسـ.طينيين إلى شمال غـ.زة.. الإعلام العبري: إسـ.رائيل فقدت ورقة الضغط
مع بزوخ فجر امس بدأ عشرات الآلاف من الفلسطينيين العودة إلى شمال غزة، والتحرك من وسط وجنوب غزة إلى شمال القطاع، بموجب التفاهمات التي توصل إليها الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة، مساء الأحد، بين حركة حماس وإسرائيل.
وتم فتح شارع الرشيد لعبور المشاة فقط بالاتجاهين، مع عدم السماح لأي مركبة مهما كان نوعها من المرور عبر شارع الرشيد الساحلي وفق الاتفاق.
وتم فتح شارع صلاح الدين أمام المركبات في اتجاه واحد من الجنوب إلى الشمال عند الساعة الـ9 صباح اليوم، وجميع المركبات ستخضع للفحص من خلال أجهزة الفحص قبل العبور من شارع صلاح الدين.
ووجهت مؤسسات الدفاع المدني الفلسطيني والمنظمات الأممية الكثير من التعليمات للنازحين بالالتزام بالطرق المحددة للعودة، وعدم العبث بمخلفات الحرب وجثامين ورفات الشهداء حتى تتمكن الجهات الرسمية الفلسطينية من رصدها ودفنها بالطرق الصحية.
الاستسلام التام
عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة كان له التأثير البالغ على الدوائر السياسية والإعلامية في اسرائيل بلغت أن البعض اعتبره نصر لحماس ، حيث قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل، إيتمار بن جفير، إن عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة “ليس الانتصار المُطلق بل الاستسلام المُطلق”.
وأضاف بن جفير، خلال تصريحات أعقبت بدء عودة النازحين إلى شمال غزة: “ليس هذا ما يبدو عليه النصر المُطلق بل هو الاستسلام التام؛ جنودنا لم يقاتلوا ولم يضحوا بحياتهم في غزة للسماح بهذه الصور.. يجب أن نعود للحرب”.
وزعم الوزير المستقيل أن فتح ممر نتساريم بوسط قطاع غزة وعودة عشرات الآلاف إلى شمال القطاع “انتصار لحركة حماس الفلسطينية”.
ومن جانبه، أشار مراسل القناة 13 العبرية، أور هيلار، إلى أن جيش الاحتلال بدأ بإدخال مفتشي الشركة الأمريكية إلى محور” نتساريم” لما يفترض أنه إشراف على منع دخول الأسلحة مع الناس إلى شمال قطاع غزة.
أما صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فنقلت عن مصادر عسكرية، قولها إن “إسرائيل” دفعت ثمن صفقة كاملة بفتحها محور نتساريم دون أن تحصل على المقابل كله.
وأشارت إلى أنه “كان يجب الحفاظ على محور نتساريم كورقة تفاوض وأهميته بالنسبة لحماس واضحة”.
وقالت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، إنه بالتزامن مع صورة حشود الغزيين المنتظرين بالقرب من محور نتساريم، نجح جمهور حزب الله في إنتاج صور مماثلة في قرى جنوب لبنان يوم أمس.
وأكد الصحفي الإسرائيلي، عميحاي شتاين، أنه اعتبارا من صباح اليوم تفقد “إسرائيل” الورقة الضاغطة الرئيسية في صفقة الأسرى، إعادة الفلسطينيين إلى شمال غزة.
أصاحب الأرض الحقيقيون
وقال مراسل والا العبري : إذا قارنا بين هروب اكثر من مليون اسرائيلي من مطار بن جوريون بسبب الحرب، وبين عودة مليون فلسطيني إلى مناطق مدمرة شمال غزة والتمسك بها .. سنعلم من هم أصحاب الوطن الحقيقيون
وقال المحلل الإسرائيلي، غاي بخور، إنه بالتوازي مع الاستسلام الكامل في صفقاتنا فإنهم لدينا يحرصون دائما على كتابة: “سنستمر في تنفيذ الاتفاق بحزم”… ماذا سوف تنفذ؟ وقد تخليت عن كل شيء.
فيما أشارت منصات للمستوطنين، إلى أنه “بعد نحو عام ووعود سياسية بأننا لن نرحل! انسحب الجيش من محور نتساريم وعادت أعداد كبيرة من أهالي شمال غزة”.
وقال مراسل إذاعة جيش الاحتلال، دورون كدوش، إنه “باختصار، حماس حققت هذا الصباح ما تريد، واستعادت السيطرة الكاملة على شمال القطاع”.
وأضاف: سيعود شمال غزة ليكون مكتظًا بالسكان بأكثر من مليون ونصف شخص، و هذا سيصعب على “إسرائيل” العودة للقتال في الشمال إذا أرادت ذلك بعد المرحلة الأولى من الاتفاق، العودة للقتال داخل منطقة مكتظة بالسكان مثل مدينة غزة ستكون مهمة شبه مستحيلة.