جريمة “الفتاة بدون وجه” أو كما تعرف باسم “لغز فتاة نهر السين”، هي واحدة من أكثر القضايا الغامضة في فرنسا، لكنها ليست بالضرورة جريمة قتل، بل تحولت إلى أسطورة غريبة في التاريخ الجنائي والفني.
القصة الغامضة
في أواخر القرن التاسع عشر أو أوائل القرن العشرين (يُعتقد أنها حوالي عام 1900)، عُثر على جثة فتاة شابة مجهولة الهوية تطفو في نهر السين بباريس. لم يكن على جسدها أي علامات تعذيب أو اعتداء، مما دفع السلطات إلى الاعتقاد بأن الوفاة كانت نتيجة انتحار وليس جريمة قتل. لكن ما جعل القضية أكثر إثارة هو وجه الفتاة:
- كان وجهها هادئًا للغاية، كأنها نائمة.
- لم تكن هناك أي آثار عنف، مما جعل المحققين يتساءلون عن سبب انتحارها.
- لم يتعرف عليها أحد، ولم تظهر أي عائلة تطالب بجثتها.
تحول وجهها إلى أسطورة
أحد العاملين في مشرحة باريس، وهو فنان أو نحات بحسب بعض الروايات، انبهر بجمال وجهها، فقام بعمل قالب جبسي لملامحها قبل دفنها. هذا القالب أصبح لاحقًا رمزًا ثقافيًا، حيث كان يستخدم في المتاحف والمدارس الفنية لدراسة الجمال المثالي.
الغريب أن وجهها أصبح أكثر شهرة من قصتها نفسها!
تأثيرها على الفن والثقافة
- انتشرت نسخ من القالب في أنحاء أوروبا، وأصبحت تُعرض في المنازل كتحفة فنية!
- كان يُطلق عليها “المرأة الأكثر تقبيلًا في العالم” بعد أن أصبح وجهها النموذج الذي استُخدم لتصميم أول دمية CPR (إنعاش القلب والرئتين) في القرن العشرين.
- ألهمت العديد من الفنانين والكتّاب في الأدب الفرنسي والأوروبي.
هل كانت جريمة قتل؟
لا يوجد دليل قاطع على أن الفتاة قُتلت، لكن بعض النظريات تقول إنها ربما كانت ضحية جريمة لم تُكشف تفاصيلها، بينما يرى آخرون أنها قد تكون انتحرت بسبب قصة حب فاشلة أو ظروف صعبة.
حتى اليوم، تظل “الفتاة بدون وجه” واحدة من أكثر الألغاز شهرة، وتحولت من قضية جنائية إلى أيقونة فنية خالدة. 😮
هل تريد تفاصيل عن قوالب الوجه أو كيف أصبحت تُستخدم في الطب والفن؟