أخبار الحوادث

عاشقة الجنون ..عندما يصبح الحب انتقامًا… وتصبح الخيانة قبرًا

في مدينة صاخبة، حيث تختلط الأحلام بالخطايا، كانت ريهام تعيش حياة مستقرة مع زوجها وأطفالها الثلاثة. كان لديها منزل دافئ، زوج محب، وأطفال يعتبرونها عالمهم كله. لكنها لم ترَ في ذلك السعادة.

في قلبها، كانت هناك نار مشتعلة، رغبة جامحة لم تخمدها سنوات الزواج. لم يكن زوجها كافيًا لها، لم يكن يمنحها ذلك الشغف الذي تريده.

وهنا، دخل نديم إلى حياتها. رجل وسيم، ساحر بالكلمات، يجيد عزف أوتار النساء الراغبات في الهروب. وعدها بالحب، وعدها بالحياة التي تحلم بها، وعدها بأنها ستصبح ملكة.

لم تفكر كثيرًا، فقد أغلقت عقلها وفتحت قلبها. هجرت زوجها وأطفالها، تاركة وراءها سنوات من الحياة المستقرة، ورمت نفسها بين أحضان نديم، بحثًا عن وهم أسمته “الحب”.

سقوط بطيء نحو الهاوية

أغرقت ريهام نديم بكل ما تملك، لم تبخل عليه بشيء: المال، المنزل، الجسد، والكرامة. كان هو الهواء الذي تتنفسه، حتى لم يعد لها هواء بدونه.

لكن شيئًا فشيئًا، بدأ القناع يسقط. لم يكن نديم عاشقًا كما ادعى، كان ذئبًا يبحث عن فريسته، وكلما أخذ منها المزيد، زاد جشعه وقسوته.

بدأ يتغير، يتجاهلها، يخونها، يسرق أموالها، لكنها كانت عمياء بحبه. حتى جاء اليوم الذي حطم قلبها تمامًا.

الطعنة الأخيرة… في أحضان أخرى

في ليلة باردة، عادت إلى شقته بعد أن غابت لساعات، كانت تحمل هدية، فقد قررت أن تمنحه آخر ما تبقى لها من أموال لتساعده في مشروعه الجديد.

لكنها لم تكن تتوقع ما رأته.

فتحت الباب، فوجدت نديم بين أحضان امرأة أخرى، يهمس لها بنفس الكلمات التي أسر بها قلبها يومًا. ضحكتهما الساخرة كانت كالسيف الذي شق صدرها نصفين.

التفت إليها ببرود، لم يظهر عليه أي شعور بالذنب، بل نظر إليها بازدراء وقال:

“ماذا توقعتِ؟ أن أبقى وفيًا لامرأة مثلك؟ لقد أخذتُ منك كل شيء… والآن لم يعد لديكِ شيء تقدميه.”

وقفت مكانها كتمثال محطم، لم تبكِ، لم تصرخ، فقط نظرت إليه، كأن عقلها بدأ يتشقق من الداخل.

ثم… ابتسمت.

انتقام مجنون… لا يُصدق

اختفت ريهام لأيام، لم يظن نديم أنها ستعود، فقد اعتاد على ترك النساء محطمات وراءه.

لكنها عادت… وعادت بانتقام لم يكن في حسبانه.

اتفقت مع اثنين من افرابعا على دعوتة على سهره حمراء وشرب المخدرات ،وغندما افاق وجد نفسه مستيقظًا في غرفة غريبة، موثوقًا بسلاسل حديدية، جسده نصف عارٍ، ووجهه ملطخ بالدماء. حاول الصراخ، لكن صوته لم يخرج، فقد كان هناك شريط لاصق على فمه.

وقفت أمامه ريهام… ولكن لم تكن نفس المرأة التي أحبته. كانت عيناها فارغتين، ابتسامتها مجنونة، ويدها تحمل سكينًا حادًا يلمع في الضوء الخافت.

اقتربت منه وهمست في أذنه:
“أردتَ المتعة؟ سأجعلك تتوسل لأجل الموت.”

بدأت بتقطيعه ببطء، لم تقتله مباشرة، بل جعلته يشعر بكل طعنة، بكل لحظة ألم. ثم، أطفأت سيجارة مشتعلة في عينيه، حتى لم يعد يرى شيئًا سوى الظلام الأبدي.

لم يصرخ، لم يستطع، كان الألم أكبر من أن يُحتمل.

ثم تركته هناك، غارقًا في عذابه، وخرجت إلى الشارع، تمشي بهدوء تحت المطر، عيناها فارغتان، ودماء نديم لا تزال تقطر من يديها.

نهاية الجنون… المصير الأسود

حين عثرت الشرطة عليه، كان أشبه بجثة حية، فقد بصره، فقد صوته، فقد رجولته، ولم يعد سوى كيان محطم لا يستطيع حتى أن يتذكر وجهه في المرآة.

أما ريهام، فلم تهرب، بل انتظرتهم بابتسامة بلهاء، وكأنها فتاة صغيرة تنتظر عقابها.

عندما سألها الضابط عن سبب ما فعلته، نظرت إليه بعينين مجنونتين، وقالت بهدوء:

“كان يجب أن يشعر بما شعرت به… لكنه لم يشعر بما يكفي.”

ثم أطلقت ضحكة هستيرية، قبل أن يسحبها رجال الشرطة بعيدًا.

لم يُحكم عليها بالسجن، بل أُودعت في مستشفى للأمراض العقلية، حيث أصبحت مجرد ظلٍ لامرأة كانت يومًا ما عاشقة.

كل ليلة، كانت تجلس في الزاوية، تحدق في الفراغ، وتتمتم:
“في غيابي خان… وفي عودتي انتقمت.”

ثم تضحك… وتضحك… وتضحك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى