أخبار الحوادث

القصة التى هزت الوادي الجديد .. مبروكة… وسحرٌ انقلب على الساحر!

في قريةٍ صغيرة تقع في الوادي الجديد، كانت تعيش مبروكة، فتاة لم تتجاوز الثالثة عشرة من عمرها عندما قرر والدها تزويجها لرجل يكبرها بأكثر من أربعين عامًا. لم يكن لها رأي في مصيرها، فقد كانت العادات والتقاليد أقوى من أي رغبة بريئة لطفلة في أن تحيا طفولتها.

كان زوجها، الحاج عبد الرحمن، رجلاً صارمًا، سبق له الزواج مرتين وانفصل عن زوجتيه السابقتين. رغم فارق العمر الكبير، لم يكن يعاملها بقسوة، بل كان يعود إلى المنزل منهكًا من العمل، يتسامر معها قليلًا، ثم يتركها تخرج مع بنات القرية لتلهو تحت ضوء القمر. كانت تعود محملة بالحطب، وأحيانًا تحمل معها زغاريد الفرح، كأنها تحاول التمسك بلحظات الطفولة التي سُرقت منها.

مرت السنوات، ولم تُرزق مبروكة بأطفال، حتى جاء اليوم الذي تغيرت فيه حياتها. شعرت بغثيان شديد ورغبة غريبة في تناول الليمون والبتنجان المخلل. عندما ذهب بها زوجها إلى الطبيب، جاء الخبر الذي طالما انتظرته… كانت حاملًا!

أنجبت ثلاث بنات، هنوى وزمزم وفاطمة، ثم جاء بعد سنوات أحمد ويحيى. ظنت أن الحياة قد استقرت، وأن القدر قرر أخيرًا أن يمنحها السعادة، لكن لم تكن تعلم أن العاصفة الحقيقية لم تأتِ بعد.

البداية… حين بدأ كل شيء يتغير

ذات يوم، اختفى بنطلون زوجها من المنزل. بحثت عنه في كل مكان بلا جدوى. لم يكن الأمر ذا أهمية كبيرة حتى بدأت الأشياء الأخرى تختفي، طرحتها الحمراء، بعض أدواتها الشخصية، وأخيرًا راحت تشعر بخنقة غير مبررة كلما دخلت البيت.

لم تعد تطيق زوجها ولا أبنائها، وأصبحت تتمنى الفرار بعيدًا بلا سبب واضح. حاولت المقاومة، لكن شيئًا ما كان يسحبها نحو اليأس. لم تكن تدري ما الذي يجري لها، ولماذا تتحول حياتها التي كانت مستقرة إلى جحيم؟

وذات ليلة، خرجت من منزلها وسارت نحو العين الكبيرة في أطراف القرية، حيث المياه العميقة التي لطالما كانت تُرعبها. وقفت هناك، تحدق في الماء المظلم، تفكر في إنهاء كل شيء.

لحسن الحظ، كان أخوها وزوجها قد لاحظا اختفاءها، فبحثا عنها في كل مكان، حتى وجدوها هناك، جامدة، مسمرة النظرات نحو الماء.

أعادوها إلى المنزل، لكن منذ تلك الليلة، بدأت ترى رؤى غريبة. رأت في المنام رجلًا عجوزًا يخبرها أن هناك من قام بعمل سحر لها، وأنه مدفون في أماكن مختلفة.

الحقيقة المروعة

وبعد أيام، جاء رجل غريب إلى منزلهم. كان يبدو مذعورًا، يحمل على وجهه آثار ندمٍ شديد. اعترف بأنه كان ساحرًا، وأن هناك شخصًا طلب منه إيذاء مبروكة بسحر أسود. قال إنه لم يكن يعلم أنها امرأة طيبة، لكنه الآن يشعر بالذنب ويريد أن يُصلح خطأه.

بدأ الرجل بفك الأعمال المدفونة، لكن المشكلة كانت أن عددها كان كبيرًا جدًا، لدرجة أنه نسي مكان بعضها.

عندما سألته مبروكة من فعل ذلك، رفض الإجابة، لكنه بعد إلحاح شديد، قالها أخيرًا…

كانت الزوجة الجديدة لزوجها هي من طلبت منه ذلك!

كانت تريد التخلص من مبروكة لتستولي على قلب الحاج عبد الرحمن وأمواله، لكن السحر لم يكن موجّهًا لمبروكة وحدها، بل كان مفعوله عشوائيًا، ومع مرور الوقت، بدأ ينقلب على صانعته.

حين ينقلب السحر على الساحر

لم تمضِ سوى أشهر قليلة حتى بدأت الزوجة الجديدة تعاني من أعراض غريبة. كانت تستيقظ مفزوعة في منتصف الليل، تصرخ وتقول إنها ترى أشباحًا تطاردها. بدأ جسدها يضعف، وتدهورت حالتها سريعًا. لم يجد الأطباء تفسيرًا لحالتها، وكانت تشعر أن الموت يزحف نحوها ببطء.

وذات ليلة، عُثر عليها ميتة في غرفتها، وجهها كان متجمدًا في ملامح رعب وكأنها رأت شيئًا من عالم آخر قبل أن تفارق الحياة.

علم الجميع أنها لاقت مصيرها بسبب السحر الذي حاولت استخدامه ضد مبروكة، لكنه ارتد عليها. وكما تقول الحكمة: “من حفر حفرة لأخيه وقع فيها.”

عودة مبروكة… الأم التي لم تفرق بين أبنائها

بعد وفاة الزوجة الجديدة، شعرت مبروكة بالحزن، ليس عليها، ولكن على أطفالها الصغار الذين تُركوا دون أم.

قررت أن تعود إلى بيت زوجها السابق، ليس كزوجة، بل كأم تجمع شمل الأسرة. احتضنت أطفال المرأة التي أرادت تدميرها، ومنحتهم الحنان الذي حُرموا منه.

أما الحاج عبد الرحمن، فندم أشد الندم على ما حدث، وعاش بقية حياته في كفاح لتربية أبنائه.

واليوم، وبعد مرور سنوات طويلة، تجلس مبروكة في بيتها، وقد بلغت الثانية والسبعين من عمرها، تحيط بها أحفادها وأبناؤها، لم تعد تبالي بمن أرادوا إيذاءها، فهي تعلم أن الله وحده هو المنتقم.

تنظر إلى السماء وتهمس: “الدنيا فيها ناس طيبة وناس قلوبها سودا… بس ربنا مش بيضيع حق حد.”

 

[feed url="https://allstarskora.site/" number="5"] [feed url="https://elahly4u.com/" number="5"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى