أخبار الحوادث

“حرية بثمن الموت… عندما تتحول الرفاهية إلى لعنة”

كانت ليلى فتاة تُحسد على كل شيء. جمال يخطف الأنظار، مال لا ينتهي، وحياة فارهة لم ترَ فيها يومًا معنى الحرمان. نشأت في أسرة راقية، والدها رجل أعمال ناجح، ووالدتها سيدة مجتمع تهتم بالمظاهر أكثر من أي شيء آخر. منحها والداها كل ما ترغب فيه، المال، الحرية، وحتى التغاضي عن أخطائها الصغيرة، معتقدين أن الحب يعني عدم التقييد، وأن ابنتهم تعرف جيدًا كيف تحافظ على نفسها.

لكن الحرية حين تُمنح دون ضوابط، قد تتحول إلى لعنة…

السقوط في الهاوية

بدأ الأمر بسيطًا، مجرد سهرة مع بعض الأصدقاء الجدد الذين تعرفت عليهم في إحدى الحفلات الفاخرة. لم يكونوا مثلها، بل كانوا محترفين في جذب من هم مثلها إلى طريقهم.

  • “جربيها، ستجعلك تشعرين بالسعادة الحقيقية.”
  • “لا تخافي، مجرد تجربة واحدة فقط!”

كانت ليلى تظن أنها تتحكم في الأمور، وأنها أذكى من أن تقع في هذا المستنقع. لكنها لم تكن تعلم أن التجربة الأولى قد تكون بوابة إلى الضياع.

بدأت سهرتها الأولى بالضحكات والموسيقى الصاخبة، وانتهت بفقدانها السيطرة على ذاتها. جرعة صغيرة من المخدر جعلتها تحلق عاليًا… ومع كل مرة كانت الرغبة تزداد، والاحتياج يصبح أقوى.

رحلة السقوط… بلا رجعة

مرت الأيام، وتحولت ليلى من فتاة مدللة إلى مدمنة تبحث عن الجرعة بأي ثمن. لم يعد المال وحده كافيًا، بدأت تسرق من والدها، تبيع مجوهراتها، وحتى تقترض المال من الغرباء. تغيرت ملامحها، ذبل وجهها، وتحول الجمال إلى شحوب، والبريق في عينيها إلى ظلمة مخيفة.

حاولت والدتها إنقاذها، استعانت بالأطباء، أدخلتها مراكز إعادة التأهيل، لكن ليلى كانت تهرب في كل مرة، ترفض العلاج، تصرخ في وجه الجميع:

  • “أنا حرة! حياتي ملكي! لا شأن لكم بي!”

لكنها لم تكن تعلم أن الحرية التي كانت تتحدث عنها لم تعد ملكًا لها… بل أصبحت أسيرة إبرة وجرعة.

النهاية المأساوية

ذات ليلة، وبينما كانت تتجول في شوارع المدينة، ساقتها قدماها إلى وكر للإدمان، مكان يعج بالمجرمين والمنحرفين. لم تعد ليلى تلك الفتاة الثرية، بل أصبحت مجرد ظل لإنسانة ضاعت في دوامة المخدرات.

وبينما كانت تغيب عن الوعي، اقتحمت الشرطة الوكر، ألقت القبض على الجميع، وكانت ليلى واحدة من المعتقلين.

في قسم الشرطة، جلست في زاوية الغرفة، عيناها زائغتان، ملابسها ممزقة، ويداها ترتجفان من أثر الانسحاب. وعندما جاء والدها لرؤيتها، لم يجد ابنته… بل وجد شبحًا لما كانت عليه يومًا.

اليوم المشؤوم في المحكمة

وقفت ليلى أمام القاضي، بينما محاميها يحاول الدفاع عنها. كان رجلاً ذا خبرة، يعلم أن ليلى ليست مجرمة، بل ضحية إهمال وحرية غير محسوبة.

وقف في منتصف القاعة، وألقى كلماته التي صمت الجميع للاستماع إليها:

  • “يا سيادة القاضي، هذه الفتاة ليست مجرمة بقرارها… بل ضحية مجتمع منحها كل شيء إلا الرقابة. أهملها والداها، وأعطوها حرية بلا ضوابط، فسقطت في أيدي أصدقاء السوء. إنها ليست الوحيدة، فكم من شاب وفتاة دفعوا حياتهم ثمنًا للحظة ضعف؟! المخدرات يا سيدي القاضي، لا تسرق المال فقط، بل تسرق الأرواح، تسرق المستقبل، تسرق الكرامة. اليوم، ليلى هنا، لكن هناك الكثيرون في الظل، ينتظرون من ينقذهم قبل أن يصبح مصيرهم مثلها. أنا لا أبرر لها ما فعلته، لكنني أطلب لها فرصة… للعلاج، للعودة، لتكون عبرة لكل فتاة أخرى قد تسير في هذا الطريق!”

ساد الصمت في القاعة، وكان الجميع يترقب الحكم. نظر القاضي إلى ليلى، ثم إلى والديها الجالسين في الخلف، عيونهم ممتلئة بالندم… أخيرًا، نطق بحكمه:

  • “بعد الاطلاع على القضية، ونظرًا لحالة المتهمة الصحية والاجتماعية، تقرر الحكم عليها بالسجن سنة واحدة، مع إيداعها في مركز لعلاج الإدمان، رأفة بحالها، وأملاً في إصلاحها.”

رسالة أخيرة

عندما نقلت ليلى إلى مركز إعادة التأهيل، لم تبكِ، لم تصرخ، بل نظرت إلى والدها وقالت بصوت ضعيف:

  • “أبي، كنت أحتاجك… كنت أحتاج يدك تمسكني قبل أن أسقط… لكنك كنت مشغولاً بإعطائي المال، وليس الحب.”

أدار والدها وجهه بعيدًا، فقد كانت كلماتها أقسى من أي حكم صدر بحقها.

رسالة إلى كل والد ووالدة: لا تتركوا أبناءكم بلا رقابة، ولا تظنوا أن المال والحرية المطلقة هي الحب. فهناك حرية تقتل… وهناك قرارات تدمر الحياة.

[feed url="https://allstarskora.site/" number="5"] [feed url="https://elahly4u.com/" number="5"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى