أخبار الحوادث

سامحيني أختي… وارتاحي، فقد انتقمت من الشيطان الذي زرعته بيننا

في أحد الأحياء الشعبية البسيطة، نشأ أدهم وسليم معًا كالأخوين. كانا لا يفترقان أبدًا، يتشاركان كل شيء، حتى أن أهل الحي كانوا يقولون إنهما روح واحدة في جسدين مختلفين. كان أدهم يتيم الأبوين، يعيش مع شقيقته الوحيدة ريم، التي كانت بالنسبة له كل شيء في الدنيا. لم يكن لها سواه، وكان لها بمثابة الأب والأم والسند الوحيد في هذا العالم القاسي.

أما سليم، فكان صديق الطفولة الذي لم يخذله يومًا… أو هكذا كان يظن أدهم.

دخول الشيطان إلى حياتهم

كان سليم شابًا طموحًا، لكنه كان أيضًا محبًا للملذات، يبحث دائمًا عن الطرق السهلة للوصول إلى ما يريد. وحين رأى ريم تكبر أمامه، تتحول من طفلة بريئة إلى فتاة جميلة ذات قلب نقي، بدأ يفكر بطريقة شيطانية.

لم يكن سليم يجرؤ على النظر إليها بطريقة غير لائقة في وجود أدهم، لكنه استغل كل لحظة يكون فيها بعيدًا ليقترب منها.

في البداية، بدأ بكلمات لطيفة، بمساعدات صغيرة، بابتسامات خجولة. ثم بدأ يتحدث معها عن الحب، عن الزواج، عن المستقبل الذي ينتظرهما سويًا. أوهمها أنه سيطلب يدها من أخيها فور أن تتحسن أوضاعه المالية، وبحسن نية، صدقته.

لم تكن ريم تعرف الكثير عن الخداع، كانت تراه كما يراه أخوها… أخًا وسندًا، لكنه كان ذئبًا في ثياب الحمل.

وبعد شهور من وعوده الكاذبة، سقطت ريم في الفخ، واستسلمت له، ظنًا منها أن الحب سيجعل كل شيء ممكنًا، وأن الزواج سيأتي قريبًا كما وعدها.

لكن القدر لم يكن رحيمًا بها.

الخيانة القاتلة

بعد أسابيع قليلة، بدأت ريم تشعر بتغيرات غريبة في جسدها، وعندما ذهبت إلى الطبيبة، كانت الصدمة… كانت حاملًا.

ركضت إلى سليم، باكية، مرتجفة، ترجوه أن يفي بوعده ويتزوجها قبل أن يُكشف أمرها. لكن الصدمة الأكبر لم تكن حملها، بل ردة فعله.

تغير وجهه تمامًا، اختفت الابتسامات والكلمات المعسولة، وتحول إلى شخص آخر. بدأ بالصراخ عليها، واتهمها بأنها السبب، وأنه لا يستطيع تحمل مسؤولية طفل الآن.

ثم بدأ يختفي تدريجيًا من حياتها، لم يعد يرد على اتصالاتها، ولم يعد يزورها، حتى أنه غادر الحي تمامًا، وكأنه لم يكن موجودًا من الأساس.

ريم، التي كانت تعيش في عالم من الأحلام، وجدت نفسها وحيدة في مواجهة مصير مرعب. لم تستطع مواجهة أخيها، لم يكن لديها أي مكان تلجأ إليه، ولم تكن تملك الجرأة على فضح ما حدث.

وحين ضاقت الدنيا بها، لم تجد مهربًا سوى الموت.

رسالة وداع ودماء بريئة

في تلك الليلة المشؤومة، دخل أدهم المنزل ليجد أخته ملقاة على الأرض، جسدها بارد، وزجاجة السم الفارغة بجوارها.

كانت عيناها مفتوحتين، وكأنها لا تزال تنتظر النجدة التي لم تأتِ.

وعلى الطاولة بجوارها، وُجدت رسالة بخط يدها المرتجف:

“سامحني أخي… فانت من أدخلت الشيطان حياتنا”

تجمد أدهم في مكانه، شعر وكأن قلبه قد توقف عن النبض. لم يصرخ، لم يبكِ، فقط وقف هناك، ممسكًا بالرسالة، بينما عيناه تتوهان في الفراغ.

لكن شيئًا واحدًا كان واضحًا في عقله…

الانتقام.

البحث عن الشيطان

لم يكن من الصعب على أدهم معرفة وجهة سليم. بدأ بالبحث عنه كالمجنون، يجوب الشوارع، يسأل الجميع عنه، حتى وجد أخيرًا من أخبره أنه غادر إلى مدينة بعيدة، حيث بدأ حياة جديدة، وكأن شيئًا لم يكن.

سافر أدهم دون تفكير، كان يحمل معه صورة أخته، تلك الفتاة البريئة التي لم تعرف سوى الحب، والتي قتلها الغدر.

وعندما وصل إلى المدينة، وجد سليم يعيش حياة مترفة، يتنقل بين الحانات والنساء، وكأن الذنب لم يطارد روحه أبدًا.

لكن أدهم قرر أن يجعله يدفع الثمن.

انتقام يجعل الجميع يتعجبون

لم يكن يريد قتله سريعًا… بل أراد أن يذيقه العذاب الذي عانت منه ريم، أن يجعله يتمنى الموت ولا يجده.

بدأ بإرسال رسائل مجهولة إليه، تحمل كلمات من رسالة ريم، تجعل سليم يعتقد أن روحها تطارده.

ثم بدأ في تضييق الخناق عليه… نشر شائعات عنه في عمله، جعل الشرطة تلاحقه بقضايا ملفقة، تسبب في طرده، وفي النهاية، أصبح سليم مشردًا، ينام على أرصفة الشوارع.

لكن هذا لم يكن كافيًا…

ذات ليلة، خطفه أدهم، أخذه إلى مكان مهجور، وأيقظه ليجد نفسه مقيدًا على كرسي، أمام مرآة ضخمة تعكس وجهه الذي أصبح شاحبًا، مرعوبًا.

وقف أدهم أمامه، رفع صورة ريم، وقال بهدوء مخيف:

“هل تذكرها؟ هل تذكر كيف قتلتها؟”

سليم حاول التوسل، حاول البكاء، لكن أدهم لم يكن ينوي الرحمة.

جعل سليم يتذوق الألم ببطء… جعله يشعر بالخوف كل ثانية، حتى فقد عقله تمامًا، حتى أصبح يصرخ بدون وعي، حتى بدأ يتوسل للموت أن يأتي.

وفي النهاية، حين أصبح سليم مجرد ظل لإنسان، لم يعد قادرًا على الهرب أو المقاومة، حمله أدهم إلى منطقة صحراوية، وحفر حفرة عميقة، ووضعه فيها حيًا، وترك فقط أنبوبًا صغيرًا يسمح له بالتنفس.

انحنى بجانبه، وهمس في أذنه:

“كنت تقول إنك ستتزوجها يومًا… الآن، ستنام بجوارها إلى الأبد.”

ثم دفنه وتركه هناك، يصارع رعبه، حتى اختنق ببطء داخل القبر الذي صنعه لنفسه.

تسليم النفس… ونهاية الرحلة

عاد أدهم إلى المدينة، دخل مركز الشرطة بهدوء، وضع الرسالة القديمة أمام المحقق، وقال بصوت ثابت:

“سامحيني أختي… وارتاحي، فقد انتقمت من الشيطان الذي زرعته بيننا.”

رفع يديه مستسلمًا، بينما الظابط سالم ينظر إليه في صمت، مدركًا أنه لم يكن أمام مجرد قاتل… بل أمام رجل نفذ العدالة بطريقته الخاصة.

ونظر إليه أدهم نظرة أخيرة قبل أن يُقتاد إلى الزنزانة، بابتسامة هادئة، وكأنه لأول مرة منذ زمن، يشعر بالسلام.

وتم احالتة الى النيابة لتحديد جلسة سريعة للحكم علية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى