تحت سماء احدى قرى محافظة الجيزة ، وعلى رصيف بارد، جلست “فاطمة” تحتضن نفسها كأنها تحاول الاحتماء من قسوة العالم. كانت فاطمة فتاةً بسيطة، لم تُوهب نصيبًا من الذكاء الكامل، لكنها وُهبت قلبًا نقيًا لا يعرف الخبث، وعاطفة أمومية أبت أن تُنتزع منها رغم ما حلّ بها.
كانت تجوب الشوارع بلا مأوى بعدما عجزت أسرتها الفقيرة عن رعايتها، تاركينها فريسة للقدر المجهول. وكانت عندما تتجول في الطرقات ينادونها الاطفال بفاطمة العبيطة دون اي ادراك منهم ولكنهم سمعوا اهلهلهم عندم يتم ذكرها يلقبونها بفاطمة العبيطة .
وفي ليلةٍ حالكة، استغل وحشٌ آدمي ظلام الليل وغياب الأعين، ليقتنص ضعفها ويغتصب براءتها بلا رحمة. لم تكن فاطمة تعي تمامًا ما حدث، لكنها شعرت بالخوف والألم يتملكانها. ومضت الأيام، حتى بدأ جسدها الصغير يعلن عن حملٍ لم تفهمه.
حينما ظهرت عليها أعراض الحمل، تساءل الجميع، لكنها لم تكن تملك سوى كلمات مبهمة، تتمتم بها دون إدراك، وكأن عقلها الصغير رفض أن يستوعب ما أصابها. ظلت هائمة، تحمل طفلًا في أحشائها لا تعلم من أين جاء، حتى جاء يوم المخاض، فصرخت ككل أم تستنجد بحنانٍ لم تجده، ووُلد طفلٌ يشع وسامة، وكأن الله عوّضه عن بداية حياته القاسية.
لأول مرة، احتضنت فاطمة شيئًا بكل ما أوتيت من حب، وكأن عقلها الطفولي استيقظ على إحساس الأمومة. كانت تمسك به بقوة، تخشى أن يسلبه منها أحد. لكن الوحش الذي غدر بها لم ينتهِ شرّه بعد. لمّا رأى ملامح الطفل البريئة، لمع الطمع في عينيه، وقرر أن يختطفه، ربما ليبيعه، أو ليستغله في التسول.
وفي ليلة أخرى، تحت نفس الظلام الذي شهد الجريمة الأولى، اقترب من فاطمة النائمة، وهمّ بانتزاع الطفل من بين ذراعيها. لكن الأمومة لا تحتاج عقلًا لتُدافع عن فلذة كبدها. استيقظت كالمفترسة، غرست أظافرها في يديه، مزقت وجهه، صرخت حتى اهتزّ الشارع، لكن يداه القويتان غلبتا ضعفها، وانتزع الطفل منها وهرب.
استيقظ أهل الحي على صرخاتها المدوية، رأوا آثار الدماء على أصابعها، وفهموا أن ابنها قد خُطف. لم تتأخر الشرطة في البحث، وسرعان ما بدأت الخيوط تتكشف. لم يكن الجاني ذكيًا بما يكفي ليخفي أثره، فقد هرب بشكل مفاجئ، واختفى في تلك الليلة المشؤومة. وبعد إعداد كمين مُحكم، تمكنت الشرطة من القبض عليه، وعلى وجهه علامات الجروح التي تركتها أظافر فاطمة.
أمام النيابة، أُسندت إليه تهمٌ ثقيلة: الخطف المقترن بالعنف، الاعتداء الجسدي، استغلال شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعريض قاصر للخطر. وبفضل التحقيقات، دلّ على مكان الطفل، الذي كان قد أخفاه عند شقيقته في إحدى القرى.
قرر القضاء إيداع الطفل في دار رعاية، لضمان حمايته، ونُقلت فاطمة إلى دار رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث وجدت أخيرًا سقفًا يأويها، ووجوهًا تحنو عليها. لكنها رغم ذلك، لم تتوقف عن البكاء، عن ترديد اسم صغيرها، عن محاولة فهم ما جرى لها…
ربما لم تفهم فاطمة الظلم الذي تعرّضت له، لكن الجميع فهموا. فهموا أن هناك قلوبًا لا تعرف الرحمة، وأن الطمع لا يعرف حدودًا، لكن العدالة في النهاية تأخذ مجراها، ولو بعد حين.
- حسين الشحات «مهدد» بخسارة جائزة الدوري قبل 48 ساعة على الأهلي والزمالك
- موعد مباراة الزمالك وستيلنبوش الجنوب إفريقي في ربع نهائي الكونفدرالية
- بالنسبة للزمالك : تعليق هيثم فاروق على قرعة دور الـ 8 لبطولة الكونفدرالية
- الأهلي يصطدم بالهلال السوداني في ربع نهائي أفريقيا
- الأهلي يقترب من حسم الصفقة القطرية بقرار من الخطيب وبن شرقي يصددم الزمالك وثنائي الدوري المصري علي أعتاب الانضمام إلي الأهلي!
- بيسيرو يفاجئ كولر بقرار مثير ويضمن الفوز على الأهلي بمساعدة هؤلاء
- بسبب أشرف بن شرقي| عقوبة موجعة ضد الزمالك قبل القمة
- بعد تحديد فترة غياب أفشة.. أول قرار من كولر داخل الأهلي
- أحمد شوبير يثير الجدل بشأن أفشة.. ويرد على تحرك الزمالك ضد إمام عاشور
- ليس أشرف بن شرقي| تحذيرات عاجلة لـ كولر من مشاركة نجم الأهلي في القمة