بين العشق والخيانة.. سر مدفون .. أمراة ليست للبيع

في إحدى قرى الصعيد، حيث العادات والتقاليد تحكم العلاقات بين الناس، نشأت “فاطمة”، فتاة في مقتبل العمر، يشهد الجميع بجمالها الفتان وأخلاقها الرفيعة. كانت فاطمة تحب ابن عمها “حسن” حبًا صادقًا، لكن الفقر حال دون ارتباطهما، فحسن لم يكن يملك ما يؤهله للزواج بها.

في المقابل، وقع في حبها “سليم”، ابن أحد أكبر وأغنى رجال البلدة. رأى فيها جمالًا لم تره عيناه من قبل، فحاول التقرب منها بشتى الطرق، بالمال، بالوجاهة الاجتماعية، وبالكلمات المعسولة، لكن جواب فاطمة كان دائمًا ثابتًا: “أنا لست للبيع”. هذا الرفض المتكرر أثار غضب سليم وزاد من عناده.

وذات يوم، علم حسن بمحاولات سليم المتكررة لإغواء فاطمة، فثارت غيرته، وقرر مواجهته. لم تكد تمر لحظات حتى اندلع بينهما عراك عنيف كاد أن يودي بحياة أحدهما لولا تدخل رجال القرية وفض النزاع. رغم ذلك، بقيت الضغينة بينهما واضحة للعيان.

بعد مرور أسبوع، وقعت الحادثة التي قلبت الأمور رأسًا على عقب. انقلبت سيارة سليم في أحد الطرق الوعرة، وفارق الحياة على الفور. وعند فحص السيارة، اكتُشف أن الفرامل قد تم قطعها عمدًا. لم تمضِ ساعات حتى تم القبض على حسن بتهمة القتل، إذ كان هناك شهود زعموا أنهم رأوه بالقرب من سيارة سليم ليلة الحادث.

لكن فاطمة لم تصدق ذلك، كانت تعلم أن حسن بريء، فراحت تبحث عن الحقيقة بنفسها. لجأت إلى شيخ البلدة وأقنعته بمساعدتها، وتوجها إلى ميكانيكي القرية الذي كشف لهم أن شخصًا ما أحضر سيارة سليم قبل أيام بحجة الصيانة، وحين تم الضغط عليه، اعترف بأن من أحضرها هو “ربيع”، السائق الخاص لعائلة سليم.

وعند مواجهة ربيع، انهار واعترف بأنه من دبر الحادث، فقد كان يكنّ كراهية شديدة لسليم، الذي كان قد غرر بأخته وهتك عرضها، وعندما خشي الفضيحة، تدخل والده صاحب النفوذ مهددًا بتلفيق مجموعة من الجرائم له ولأخته إن تجرأ أحد على كشف الحقيقة. خاف ربيع على نفسه وعلى عائلته التي لم يكن لهم عائل غيره، وعندما علم بما حدث بين سليم وحسن، خطرت له هذه الفكرة الشيطانية. لم يتحمل ربيع الظلم أكثر، وعندما سنحت له الفرصة، قرر التخلص من سليم انتقامًا.

بعد كشف الحقيقة، تم الإفراج عن حسن، وعوقب ربيع على جريمته، بالمؤبد بعد توجيه له تهم قتل مع سبق الاصرار والترصد بينما بقيت فاطمة رمزًا للمرأة القوية التي لم تُشترَ بالمال ولم تستسلم للظلم، بل دافعت عن حبها حتى النهاية.