خطايا دمرت الموسم.. 5 توابع كارثية لخروج الأهلي من أبطال أفريقيا
لم يكن تعادل الأهلي الأخير مع ماميلودي صن داونز، والذي أعلن عن خروجه من دوري أبطال أفريقيا، مجرد صدمة في ليلة واحدة، بل كان تتويجا لسلسلة من الأخطاء والخطايا التي ارتُكبت على مدار الموسم، والتي أضعفت الفريق وقوضت حظوظه في الحفاظ على اللقب القاري.
فبدلًا من التركيز الكامل على المنافسات المهمة، انشغل الفريق بالدخول في مهاترات محلية لم تجلب أي فائدة، بل أثرت سلبا على تركيز اللاعبين في وقت حرج من الموسم.
كما أن خسارة لقب الدوري المصري بنسبة كبيرة لصالح بيراميدز تركت أثرا نفسيا بالغا على فريق اعتاد أن يبذل الغالي والنفيس للحفاظ على مكانته كرقم واحد محليا وقاريا؛ وهو ما انعكس سلبا على الروح المعنوية للاعبين.
يُضاف إلى ذلك وضع مدرب غير مطمئن على مستقبله مع الفريق، وهو ما يجعله بطبيعة الحال أقل قدرة على تقديم أفضل ما لديه، خاصة عندما يجد نفسه مهددا بالرحيل مع كل تعثر كبير أو صغير.
وأخيرا، كان هناك سوء تقدير كبير في توقيت الإعلان عن صفقات كأس العالم للأندية، أو تسريب أخبارها للصحافة عن لاعبين مثل محمود حسن “تريزيغيه” وحمدي فتحي وأحمد سيد “زيزو”، وغيرهم ممن لم ينضموا بعد، هذا الأمر أثر بلا شك على تركيز وثقة التشكيل الحالي، الذي يضم لاعبين كانوا قادرين على تكرار إنجاز التتويج بدوري الأبطال في نسخة لم تكن بالصعبة، وكانت الفرصة فيها سانحة.
كل هذه الخطايا مجتمعة مهدت الطريق لخروج الأهلي من البطولة الأفريقية، وهو الخروج الذي يحمل معه 5 توابع كارثية.
خسارة لقب أفريقيا
يُعد لقب دوري أبطال أفريقيا هو الهدف الأسمى لجماهير النادي الأهلي وإدارته ولاعبيه في كل موسم.
فالأهلي هو الأكثر تتويجا باللقب القاري، والخروج من البطولة يعني بالضرورة ضياع فرصة إضافة نجمة جديدة إلى قميص الفريق.
هذه الخسارة لا تمثل فقط إحباطا رياضيا للجماهير، بل تؤثر أيضا على سمعة ومكانة النادي على الصعيد القاري، وتُفقد الفريق فرصة التربع على عرش أفريقيا لموسم آخر.
الإنتركونتيننتال
يترتب على التتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا المشاركة في بطولة كأس الإنتركونتيننتال، وهي البطولة التي تجمع أبطال القارات المختلفة.
خروج الأهلي من البطولة الأفريقية يعني بالتبعية غياب الفريق عن هذه المنافسة العالمية التي تتيح له مواجهة كبار الأندية من مختلف أنحاء العالم؛ وهو ما يحرم الجماهير من فرصة مشاهدة فريقها في هذا المحفل المهم، ويفوت على النادي مكاسب رياضية وتسويقية محتملة.
خسائر مالية ضخمة
لا شك أن الخروج من دوري أبطال أفريقيا يحمل في طياته خسائر مالية كبيرة للنادي الأهلي، بالإضافة إلى ضياع قيمة الجوائز المالية المخصصة للأدوار المتقدمة والفائز باللقب، هناك أيضا تأثيرات اقتصادية أخرى تتعلق بعقود الرعاية والحقوق التسويقية التي تعتمد بشكل كبير على مشاركة الفريق في البطولات القارية الكبرى.
هذه الخسائر تتفاقم في ظل التعاقدات التي أبرمها النادي بأسعار ورواتب عالية للاعبين، والتي كانت تهدف في جزء كبير منها إلى المنافسة بقوة على الألقاب القارية.
أخبار ذات علاقة
تدمير الثقة قبل كأس العالم للأندية
يشارك الأهلي في النسخة الجديدة والموسعة من بطولة كأس العالم للأندية، وكان التتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا هذا الموسم سيمنح الفريق دفعة معنوية هائلة، وثقة كبيرة قبل هذا الحدث العالمي المهم.
إلا أن الخروج من البطولة الأفريقية يمثل ضربة قوية لثقة اللاعبين والجهاز الفني، وقد يؤثر سلبا على استعدادات الفريق ومستواه قبل المشاركة في كأس العالم للأندية؛ ما يقلل حظوظه في تقديم أداء مشرف في هذه البطولة العالمية.
الفشل في التأهل لكأس العالم للأندية 2029
تمثل المشاركة في النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية 2029 هدفا استراتيجيا للأندية الكبرى في أفريقيا، وقد وضعت “فيفا” نظاما للتأهل يعتمد بشكل كبير على أداء الأندية في دوري أبطال أفريقيا خلال السنوات الأخيرة.
يعتبر عدم التتويج بدوري أبطال أفريقيا هذا الموسم بمثابة إضاعة أول فرصة متاحة من أربع محاولات أمام الأهلي للتأهل مباشرة إلى كأس العالم 2029. هذا الفشل يضع الفريق تحت ضغط أكبر في المحاولات القادمة، ويجعل مهمة الصعود إلى البطولة العالمية أكثر صعوبة وتعقيدا.
ختاما، يمكن القول إن خروج الأهلي من دوري أبطال أفريقيا هذا الموسم لم يكن مجرد خسارة مباراة، بل هو بمثابة سلسلة من التوابع الكارثية التي تمتد لتؤثر على حاضر ومستقبل الفريق على جميع الأصعدة: الرياضية والاقتصادية والمعنوية.
لقد مهدت بعض الخطايا التي ارتُكبت على مدار الموسم الطريق لهذا الخروج المؤلم، لتترك وراءها موسما مليئا بالإحباط وخيبة الأمل لجماهير القلعة الحمراء.