قلب المدير الرياضي الجديد، جون إدوارد، معادلات الكرة في نادي الزمالك رأساً على عقب، وأخيراً.. ظهر الرجل الذي استطاع أن يكسر القواعد البالية داخل البيت الأبيض، خلال أسابيع قليلة.
جون إدوارد لم يكن مجرد اسم جديد في منصب حساس، بل جاء حاملاً فلسفة جديدة أنهت سنوات طويلة من التخبط الإداري وهدر الثروات البشرية والمادية.
وانتهى “الإرث الأسود” الذي كان يلقي بظلاله على القلعة البيضاء، وبدأ عهد تقديم الهدايا الحقيقية التي طالما طال انتظارها.
جماهير الزمالك تحتفي هذه الأيام بما وصفوه بـ”الإنجاز الاستثنائي”، إذ نجح جون إدوارد في حسم صفقات قوية ونوعية، وتحقيق استفادة مالية غير مسبوقة من اللاعبين الراحلين، فضلاً عن بث روح جديدة وإعادة الثقة بين الجماهير والنادي.
ليس هذا فحسب، بل وضع أسس إدارة رياضية عقلانية ومرنة، تعتمد على الاحترافية والانضباط والشفافية في جميع الملفات.
بيع من لا يحتاجه الفريق بسعر مناسب
للمرة الأولى منذ سنوات، ودّع الزمالك لاعبين غير مرغوب فيهم بمقابل مادي ملموس، بعد أن كان النادي يُفرّط في لاعبيه مجانًا في المواسم السابقة.
جون إدوارد فرض معادلة جديدة: اللاعب الذي لا يجد له مكاناً في القائمة عليه أن يغادر بمقابل يعود بالنفع على النادي، مما أسهم في سد فجوات مالية وترتيب قائمة الفريق.
أبرز اللاعبين الراحلين هذا الصيف:
– أحمد رفاعي (إلى غزل المحلة)
– مهاب ياسر (إلى حرس الحدود)
– السنغالي سيدي ندياي (إنهاء عقد)
– الغيني جيفرسون كوستا (إنهاء عقد)
– محمد عاطف (إعارة لطلائع الجيش)
– مصطفى شلبي (بيع إلى البنك الأهلي)
– حسام أشرف (إعارة لسموحة)
– سيد عبدالله نيمار (بيع إلى البنك الأهلي)
– أحمد محمود (إعارة للاتحاد السكندري)
وهناك احتمالية أيضاً لرحيل الحارس محمد صبحي، والمدافع مصطفى الزناري، وقد يشهد الفريق مغادرة واحد من الثنائي التونسي (سيف الدين الجزيري أو أحمد الجفالي) أو إعارة نبيل عماد “دونغا”.
تحقيق فائض مالي غير مسبوق
كسر جون إدوارد عقدة الخسائر المستمرة في سوق الانتقالات، ونجح في تحقيق فائض مالي نادر عن طريق البيع المدروس للاعبين، إضافة لقدرته على جلب صفقات قوية بتكلفة مناسبة لميزانية النادي.
وهذه خطوة مهمة جعلت النادي رغم الظروف المالية الصعبة، يبرم صفقات جديدة دون أعباء مفرطة، مع الحفاظ على استقرار الميزانية وتحقيق توازن بين النفقات والإيرادات، وهو تحوّل إداري ومالي كان غائباً عن الزمالك منذ سنوات.
استعادة ثقة الجماهير
استقبلت جماهير الزمالك قرار تعيين جون إدوارد بحفاوة بالغة، لما يحمله الرجل من خبرات سابقة ناجحة.
هذه الثقة لم تكن عاطفية وحسب، بل قائمة على مؤشرات ملموسة، أولها وعود إدارية دخلت حيز التنفيذ مثل تجديد وإحلال في قائمة الفريق.
ثانيًا: نجاح الإدارة في إعادة هيكلة قطاع الكرة باحترافية.
ثالثًا: مفاوضات قوية أظهرت لأول مرة رغبة النادي في بيع اللاعبين بقيمة سوقية عادلة.
الأهم أن جماهير الزمالك باتت تشعر أن ناديهم عاد منافساً في سوق الانتقالات، لا مجرد محطة لخروج اللاعبين دون مقابل.
صفقات مميزة وما زالت مستمرة
رغم الأزمة المالية، أبرم الزمالك صفقات نوعية تلبي احتياجات الفريق الفنية، وضمن سقف الميزانية. لم يتوقف جون إدوارد عند الصفقات المنجزة، بل لا تزال الإدارات تسعى لحسم ملفات دعم جديدة.
وخلال موسم الانتقالات الحالي، نجح نادي الزمالك في تعزيز صفوفه بصفقات نوعية، تعكس رؤية جديدة للمدير الرياضي جون إدوارد التي تركز على بناء فريق متوازن وقوي، قادر على المنافسة محلياً وقارياً، ضمن حدود ميزانية مدروسة بعناية.
أولى المفاجآت السارة لجماهير القلعة البيضاء كانت التعاقد مع حارس المرمى مهدي سليمان، القادم من الاتحاد السكندري في صفقة انتقال حر لمدة موسمين.
في خط الوسط والهجوم، استقطب الزمالك مواهب مميزة، من بينها الأنجولي شيكو بانزا، الذي وقع مع الفريق لمدة أربعة أعوام قادمة، قادماً من نادي إستريلا دا أمادورا البرتغالي.
بانزا يعتبر لاعباً مهارياً يتمتع برؤية لعب ممتازة، ومن المتوقع أن يكون دعامة أساسية في وسط الميدان.
كما ضم الأبيض عمرو ناصر وأحمد شريف، كلاهما قادمان من نادي فاركو بعقود تمتد لخمس مواسم، ما يعكس ثقة الإدارة في بناء جيل جديد يمتد لسنوات طويلة.
وفي خطوة ذكية أخرى، ضم الزمالك اللاعب الفلسطيني آدم كايد من فريق بريدا الهولندي في صفقة انتقال حر، ليضيف روحاً شبابية وأسلوب لعب مميزاً للفريق.
بالإضافة إلى ذلك، أتمت إدارة النادي اتفاقيات مهمة مع لاعبين آخرين لتعزيز الخطوط المختلفة، منهم أحمد ربيع من البنك الأهلي، ومحمد إسماعيل من نادي زد، وصولاً إلى مفاوضات متقدمة مع تيدي أوكو لاعب لوزيرن السويسري، في محاولة لتعزيز قوة الفريق بأسماء قادرة على إحداث الفارق.
هذه التحركات تعكس استراتيجية احترافية واضحة تهدف إلى رفع مستوى الفريق، مع الحفاظ على توازن مالي يعزز استدامة النادي، وهو ما أكسب الإدارة الجديدة ثقة مشجعي الزمالك الذين يترقبون موسمًا مليئًا بالإنجازات.
